السبت، 15 نوفمبر 2008

أحاديث مكّاوية - من أجمل ما رأيتُ

من أجمل ما رأيتُ

أجمل المواقف التي مرّت علي في عُمرتي الأخيرة (رمضان 1429هـ) وأكثرها تأثيرًا في نفسي ورسوخًا في الذاكرة ...

عصرًا خرجنا -كالعادة- قبل أذان المغرب بساعة أو يزيد , نبحث لنا عن بُقيعة من بقاع الحرم المكي , نفترشها استعدادًا للأذان حيث الفطور ثم الصلاة , -وكالعادة- بالكاد نجد لنا تلك البُقيعة , وجدنا مساحة يسيرة في مؤخرة الصفوف افترشناها , كان على يسار سجادتنا حيث أنا في الطرف امرأة كبيرة في السن نوعًا ما وعن يسارها زوجها , خُيّل إليّ أنه في السبعينات من عمره أو الستينات على أقل تقدير , وامرأته أقل من ذلك بقليل , في حضن كل واحد منهما مصحف يقرأ فيه أو هكذا ظننتُ في البداية ...

دقائق لا أعلم ما الذي دعاني لأركّز في ذلك الرجل وزوجته , إنهما لا يقرأن القرآن !!!

بل يسمّعان حفظهما , كان المصحفان مفتوحين في حضنيهما , وهما يسمّعان ما حفظا من القرآن غيبًا دون أن ينظرا للمصاحف , أذكر تمامًا الآية التي كانا يسمّعانها , من سورة البقرة "فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين , فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين " وتكاد المرأة أن تلحن في كلمة "الكافرين" فينبهها زوجها ويكررها "الكافرين" وهو يرفع سبابته تأكيدًا ...

يا الله !

أي بِشْر على محاياهما , وأي بشاشة , وكأني أرى النور يقطر منهما , وابتسامة هادئة قانعة مطمئنة تنسيك هموم الدنيا كلها , لم أتمنى لحظتها إلا شيئًا واحدًا ... أن أقبّل جبينهما !

وليتني فعلتُ !

لم أكن أعلم من أي البلاد هم , بيد أن وجهيهما أوحيا لي أنهما من مصر أو الشام ...

أنهيها تسميعهما ثم أخذا يتحدثان بلغة غريبة , حقيقة لم أكن لأتنصت عليهما , ولذا لم أفهم ما يقولانه عن بُعد , وعندها شككتُ أنهما من بلاد فارس أو الترك ...

وقطعت تلك الخالة شكي باليقين عندما نظرت إلى حجري وكنت قد نثرت فيه أنواع الكبسولات , فقالت : دوااا؟

ثم ابتسمتْ بلطف وأردفت –باللكنة المصرية- : ربناااا يشفيكي ...

وابتسمتْ وابتسمتُ .

أخذتْ إحدى المغلفات وقرأت اسمه ثم نظرت إليّ تسألني : معك التهاب بالحلق ؟

أجبتها إيجابًا , ثم أخذتْ زجاجة كبسولات قرأتْ اسمها , ثم أعادتها إلى حجري ...

وابتسمتْ وابتسمتُ .

تعجبت منها كيف عرفت –وهي بعمر جدتي تقريبًا او أقل بقليل- أن بي التهابًا من مجرد قراءة اسم الدواء ؟!

لا أعلم لمَ قالت أنه لالتهاب الحلق , فأنا أذكر أن الطبيب أعطاني تلك الكبسولات بالذات لعلاج التهاب اللثة المرافق لخروج رحى العقل !!!

لكنني بجددددد أحببتُ تلك المرأة وزوجها وهما صائمان ويسمّعان القرآن في الحرم قبيل الإفطار ؛)





بمناسبة ذكر [رحى العقل] p:

لقد خرجت لي قبل أشهر وخلال أشهر [ رحى عقل ] وهاهي [ الأخرى ] تحاول الخروج جاهدة ...

لدي قريبة تكبرني بـ3 سنوات أو 4 فقالت لي يومًا :

الحين أنا أكبر منك ولا طلعت لي ولا رحى عقل , شلووون أنتِ طالعة لك ثنتين ؟؟؟

فقلت لها بلهجة الواااثقة : عاد أنا غيررر ... أنا عاااقل (H)

واشتاطتْ غضبًا p:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق