الاثنين، 23 نوفمبر 2009

لبيك اللهم لبيك ~

لي في رُبى أطلالِ مكةَ مرهمٌ ... فعسى الإلهُ يجودُ لي بمُرادي

إنه لمن دواعي سروري وسعادتي أن أكتب في الزنزانة أني ذاهبة اليوم -بإذن الله- إلى الحج ..
ولا أشعر إلا بأني أسعد أهل الأرض!

بحق لا أعلم ..

هل خبر"أني سأحج" أهلٌ لأن أنقله كبشارة للجميع؟!
لكنني سعيدة به جدًا،
سعيدة كما لم أسعد من قبل!

إن أخشى ما أخشاه الآن أن يتوقف قلبي -من فرط سعادتي- قبل أن تطأ قدماي المشاعر المقدسة !
أأحدٌ يموت من شدة الفرح؟

أما إن وطئت قدماي تلك البقاع فليقبضنَّ الله روحي ولستُ أبالي،
فلأن تُقبض روحي وأنا في غمرة سعادتي خيرٌ،
وأحب لي من أن تقبض وأنا على حال أخرى -من أحوال هذه الدنيا البائسة-.



هل كل القلوب تسعد بالحج كما قلبي سعيد؟!
أم فقط هي قلوب المذنبين المقصرين ..
ترى في الحج الأمل بأن تناجي ربها في تلك المشاعر المقدسة ..
وتقول: يا الله ها قد أتيتك، وعظمتك ما أتيت إلا حبًا وخشية، لبيك وسعديك، لبيك اللهم لبيك..
أم فقط هي قلوب المذنبين المقصرين ..
ترى في الحج الأمل بأن تكون مع الجموع المباركة التي يباهي الله بهم ملائكته ..
يا سعدي لو أكون منهم!
أم فقط هي قلوب المذنبين المقصرين ..
ترى في الحج الأمل بأن تُولد بنقاءٍ تام ..
تمامًا كما وُلدتْ أول مرة!

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مفكرة إسلامية ~

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

مشاهد القيامة في القرآن ~




كتاب "مشاهد القيامة في القرآن" للمفكر الإسلامي سيد قطب -رحمه الله-
دار الشروق، الطبعة الشرعية السابعة، 1403هـ - 1983م
من الحجم المتوسط 19×14 تقريبًا ،وعدد صفحاته 273 صفحة

الكتاب أهلٌ للقراءة والتأمل،
في بدايته تحدث الكاتب عن
"العالم الآخر في الضمير البشري"
ثم أتبعه بالحديث عن "العالم الآخر في القرآن"
ربما أجد تلك الجزئية أكثر أجزاء الكتاب إبهارًا وتأثيرًا،
وقد أتبعها الكاتب بعرض مشاهد القيامة في القرآن مرتبة على حسب ورودها في السور،
والسور مرتبة على حسب نزولها، وقد استعان الكاتب في ذلك بتحقيقات المصحف الأميري وبترجيحه الخاص في النادر، كما ذكر في مراجع الكتاب.

واتخذ الكاتب في طريقة عرضه للسور:
ذكر اسم السورة ثم عرض جميع الآيات التي تناولت مشهدًا أو أكثر من مشاهد القيامة في هذه السورة ثم يتبعها بالشرح والبيان،
وكم كنت أتمنى لو تعددت المشاهد في السورة الواحدة أن يعرض كل مشهد منفصل عن بقية المشاهد! فيعرض المشهد الأول ويتبعه ببيانه ثم يعرض المشهد الآخر وهكذا...

أسلوب الكاتب "سيد قطب" فريد من نوعه، غني عن الوصف،
يشدُّني حد الإعجاب!

وهو في كتب "مكتبة القرآن الجديدة" ..
يتناول القرآن من ناحية الأسلوب الفني والبلاغي أكثر من أي شيء آخر.


يقول المؤلف في مقدمة الكتاب أو ما أسماه هو بـ "بيان":
هذا هو الكتاب الثاني في "مكتبة القرآن الجديدة" التي إن صح عزمي على إنشائها -بعون الله- ... كان الكتاب الأول، هو كتاب "التصوير الفني في القرآن" الذي صدر في مثل هذا اليوم منذ عامين. وكانت وظيفته هي بيان "طريقة التعبير الفني في القرآن" بصفة عامة, وبسط خصائص هذه الطريقة وسماتها.


شخصيًا حصلت على هذين الكتابين "التصوير الفني في القرآن و مشاهد القيامة في القرآن" من مكتبة والدي -حفظه الله-
حيث درسها عندما كان في المرحلة الجامعية،
وبما أن والدي الحبيب أسلمني -سلفًا- الحرية التامة في استعارة أي كتاب من مكتبته بل حتى امتلاكه، لم أجد حرجًا في أن أضم الكتابين إلى مكتبتي الخاصة..

قرأت الكتاب الأول قبل أربع سنوات أو أكثر،
وها أنا أقرأ الكتاب الثاني في هذه السنة ولله الحمد.


لتحميل نسخة الكترونية من الكتاب:
http://www.rofof.com/5ycjxn16/Mshahd_alqyamh.html



طابت أوقاتكم
~
3/12/1430هـ

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

ونطق الصمت

قصة " ونطق الصمت" لـ محمد بن عبد العزيز الداود
عندما نظرتُ إلى عدد صفحات القصة "42" صفحة
حدّثت نفسي أني لن أقدر على قراءتها كلها خلال جلسة واحدة ...
لكنني قَدِرت !
.
.
في هذه القصة يحكي الكاتب كيف مضت 3 أشهرٍ من حياته دون كلام !
مثل هذه القصص تعلمنا أننا في نعمةٍ قد لا نستشعرنا
ما لم نفقدها أو نرى عن قُرب حال من فقدها ...
وكذلك تعلمنا أن في أرحام المحن منحٌ لو أوسعنا زاوية الرؤية قليلاً ...
ثم إن قراءة خلاصة تجربة أحدهم تُفيدني بلا شك حتى لو لم أمر بهذه التجربة بنفسي .
.
.
كيف صمت النطق ؟!
وكيف نطق الصمت ؟!
جواب هذا بين سطور القصة وكثيرٌ من الفوائد والعبر ...
.
.
لقراءة القصة -على أجزاء- مباشرة من مدونة الكاتب , أو تحميل نسخة للقصة كاملة :
.
.
مفكرة إسلامية
3/10/1430هـ

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

كلُّ فطرٍ وأنتم بخير ~

متى كتبت هنا لآخر مرة؟!
.
.
حقيقة لا أذكر...
الأكيد أنني هجرت الزنزانة فترة طويلة...
السبب في ذلك الهجر هو أنني لا أعرف ماذا أقول... حقا!
.
.
.
إن المشاغل المتنامية لا تدع للمرء مجال ليرتب شيئا يدونه...
أنا الآن هنا -- يازنزانتي -- لأعلق على جدارك تهنئة بمناسبة عيد الفطر السعيد
.
.
كما أعتقد حان الوقت لتبديل ثوبك يا عزيزتي...
إنني حاليا أبحث عن ثوب جديد يناسبك...
وأرجو أن أوفق في ذلك.
.
.
.
لكل من يمر من هنا :
طبتم أيها الأفاضل...
دعواتكم ~

السبت، 6 يونيو 2009

أخي الصغير ... لا تنساني ~

إلى متى نتنكر لـ مشاعرنا ؟!
وإلى متى تعركنا الحياة ونعركها !
وننسى في خضم المعركة أرواحنا الغضة تنضب بين جنباتنا !

أيها الألم ...
كم مرةً ذكروا الحنين والحب والفراق في قواميس أسفارك !

موقف أدمع مقلتيّ , وأحالني إلى روحٍ منفية بين دفتيّ ...
فاحتضنتها بوفاء وتنفسنا معًا الذكريات ...

أخي ذو الخمس سنوات وبضعة أشهر عاد من حفل التخرج الذي أقامته لهم الروضة سعيدًا مبتهجًا ...
سعيدًا أكثر من كل مرة سَعِد فيها قلبه الصغير !
يسألني بلكنته وملامحه المعهدوتان "عامية متفصحة" و"طفولية مرحة" :
تعرفين ليه أنا سعيد ! لأني بروح أولى !
ويبتسم ليشرق في وجهه ضوء مستقبلٍ ...
كـ المطر جمالاً
وكـ السحاب نقاءً
وكـ أخي الصغير براءة وإشراقًا

عاد من حفلهم البهي ...
واستلقى على السرير في هدوء وسكينة محاولاً إخفاء دموعه !
تلحظه أختي , فتسأله عن سبب هذه الدموع ...
ما آخر شيء نتصوّر أن نرى طفل الخامسة يبكي عليه ؟!
لا أخفيكم أنني أقفلت باب غرفتي واستلقيت على سريري وبكيت كما بكى أخي الصغير عندما علمت أن سبب بكاءه هو معلمته التي استوقفته بعيد انتهاء الحفل وقبل أن يخرج سلّمت عليه وودعته

وقالت له : " لا تنسااااااني"

يا إلهي !!!
لمَ ينسَ الكبار تعاويذ الحب والطهر التي يحفظها الصغار عن ظهر قلب؟!

إلى معلماتي في الروضة و الابتدائية و المتوسطة و الثانوية
إلى معلماتي في مراكز التحفيظ والدروس الأسبوعية والدورات
إلى أساتذتي في الكلية وفي الجامعة
إلى مشايخي في الدين
إلى صويحباتي في جميع مراحل عمري
إلى الرفيقة المغتربة في الرياض لطلب العلم الشرعي في جامعة الإمام
إلى الرفيقة المغتربة في ألمانيا مرافقةً لزوجها الذي يكمل دراسته هناك
إلى روح عشيقتي الصغيرة نورة التي غادرتنا إثر حادث أليم

إليكم جميعًا :
لن أنساكم أبدًا ... أنا ما زلت أذكركم وما زلت أحبكم كذلك


أخي الحبيب :
احفظ وصية معلمتك , لا تنسَها يا صغيري .




طابت أوقاتكم ~
مفكرة إسلامية *
9:30 ص
26/6/1430هـ




السبت، 9 مايو 2009

بِدِّيّة } الطائر الصغير

منهكة كـ كل مرة أعود فيها من مكانٍ قصي يسمونه [ الجامعة ]

صراخ أخوتي وضحكاتهم مع ذلك الطائر الصغير تتعالى
منذ أن أحضره أخي بالأمس


أسير مبتعدةً بـ جسدي وفكري عن الجميع
أدخل غرفتي وأغلق بابها كـ أمل أخير لكسب قسط من الراحة والهدوء معًا


دقائق ...
وإذ بصوت الطائر ينفذ إلى مسمعي !
يبدو لي الصوت قريبًا , وقريبًا جدًا !


أفتح باب غرفتي ببطء , وأخفض بصري إلى الأسفل ببطء أكثر
لأجده -كما خيّل إليّ قرب صوته- يقف خلف الباب مباشرة !
يقف وعليه البراءة والعزة وشيء من حزن ...

أحضرت هاتفي المحمول ورغم -خبرتي المتدنية في عالم الضوء - التقطتُ له عدة صور قبل أن أعود إلى غرفتي
ويعود أخوتي للـ لعب معه أو به !

الجدير بالذكر أن هذا الطائر استطاع الفرار من محبسه , وبحجم حزني لفقده فرحتُ لحريته ونصره في معركة الاستقلال =)













طاب أوقاتكم ~
مفكرة إسلامية *

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

نظّارة ... !





لم يكن سهلاً علي أن أُقصي [ دُرتايّ] خلف قطعتين من البلاستيك وإن كان ذلك أثناء عملي على الحاسوب فقط !

كم أمقت ذلك الإطار الذي يُمسك قطع البلاسيتك بشدة , فقط ليُقال عنه "نظّارة"

أمقته وهو -رغم خفته ودقته- يستند على قمة أنفي فأحسه سـ يهشمها


العينان عزيزتان على صاحبها وليس أدل من ذلك وصفهما بالكريمتين وترتيب الجنة لمن فقدهما !

جاء في الحديث القدسي :

إن الله تعالى يقول : إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا ، لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1904خلاصة الدرجة: صحيح

قبل أن ينفض مجلسنا ... قصة جميلة للفائدة :

قال
ابن كثير وهو يترجم للمحب أبي الطيب الطبري ؛ -وهو إمام شافعي كبير، من أجل الأئمة الشافعية، كان مزاحاً دعوباً، وكان متقياً لله عز وجل- يقول: ركب معه شباب في سفينة، فلما اقترب من الشاطئ قفز من السفينة إلى الشاطئ، وحاول الشباب أن يقفزوا فما استطاعوا، فقالوا: كيف استطعت أن تقفز وأنت في الثمانين، ونحن شباب لم نستطع؟
قال: هذه أعضاءٌ حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر.

ومعنى الكلام: هذه أعضاءٌ حفظناها من المعاصي فحفظها الله علينا لما كبرنا، فما أصابها وهن، وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام: {احفظ الله يحفظك}.

اللهم عافنا في أبصارنا

اللهم عافنا في أسماعنا

اللهم عافنا في أبداننا

لا إله إلا أنت

مفكرة إسلامية*

السبت، 28 مارس 2009

اليمامتان ...

[ اليمامتان ] مقالة من كتاب "وحي القلم" لـ مصطفى صادق الرافعي
كنت قد اشتريت الكتاب المشهور وحي القلم ذا المقالات المنبسطة في ثلاثة أجزاء تأتي متفرقة في بعض الطبعات و مجتمعة في أخرى
قرأت قدرًا لا بأس به من الكتاب نصفه أو أكثر
لكنني مللت القراءة فيه لـ طوله فانتقلت إلى غيره على نية الرجوع إليه بعد حين ...
كان ذلك قبل 3 سنوات أو أكثر
واليوم : رسالة شخصية لإحدى الصديقات المقربات في برنامج المرسال "الماسنجر" أعادتني إلى تلك المقالات البديعة وبالتحديد إلى مقالة [ اليمامتان ]
لقد كانت تلك المقالة من أوائل المقالات التي قرأتها من الكتاب , وها أنا أعيد اليوم قرأتها وكـأني بها قد ازدادت جمالاً ورونقًا مع الأيام
واهًا لك يا عمرو !
ما ضَر لو عرفْتَ (اليمامة الأخرى) ... !

القصة بـ اختصار تحكي أن (أرمانوسة) ابنة (المُقَوْقِسَ) عظيم القِبط في مِصر كان لديها وصيفة مُوَلَّدة تُسَمَى (ماريَة)، ذاتُ جمال يوناني أتمَته مصرُ ومَسَحَتْه بسحرها

هذه الوصيفة أرسلتها سيدتها برسالة إلى (عمرو بن العاص) قائد المسلمين إبان فتح مصر , فكان مما قالت لـ سيدتها في وصف القائد عمرو بعد تأديتها الرسالة :

... وكلما حاولتُ أن أتفرَسَ في وجهِه رأيتُ وجهَه لا يُفسّرُه إلا تكررُ النظر إليه..
وتضرَجتْ وجنتاها، فكان ذلك حديثاَ بينها وبين عينَيْ أرمانوسة. !.
وقالت هذه : كذلك كل لذة لا يفسرها للنفس إلا تكرارُها...
فغضت ماريةُ من طَرفِها وقالت: هو واللّه ما وَصَفْت، وإني ما ملأتُ عيني منه، وقد كدتُ أنكر أنه إنسان لما اعتراني من هيبته...
قالت أرمانوسة: من هَيبته أم عَينيه الدعجاوين...؟

ثُم إن مارية جعلت تذوي وشَحَبَ لونُها وبدأت تنظر النظرةَ التائهة: وبان عليها أثر الروح الظمْأى; وحاطها اليأسُ بجوّه الذي يُحرق الدم; وَبَدَت مجروحةَ المعاني; إذ كان يتقاتلُ في نفسها الشعوران العَدُوّان: شعورُ أنها عاشقة، وشعورُ أنها يائسة!

ووقعَ إليها أن عمرواً قد سار إلى الإسكندرية لقتال الروم، وشاع الخبر أنه لما أمر بفُسْطاطه أن يُقَوّضَ أصابوا يمامةً قد باضت في أعلاه، فأخبروه فتال: "قد تَحَرَّمَتْ في جوارنا، أقِرواً الفسطاطَ حتى تطيرَ فِرَاخُها". فأقَرّوه!

ولم يمضِ غيرُ طويل حتى قضت ماريةُ نحبها، وحَفِظت عنها أرمانوسةُ هذا الشعر الذي أسمته: نشيد اليمامة.

على فُسطاطِ الأمير يمامة جاثمة تَحْضن بَيْضَها.
تركها الأميرُ تَصنعُ الحياة، وذهب هو يَصنعُ الموت!
هي كأسعد امرأة; تَرَى وتلمسُ أحلامَها.
إن سعادةَ المرأة أولُها وآخِرُها بعضُ حقائق صغيرة كهذا البيض.


على فسطاط الأمير يمامةْ جاثمةٌ تحضن بيضَها.
لو سُئِلَتْ عن هذا البيض لقالت: هذا كَنزي.
هي كأهنأ امرأة، مَلَكَت مِلكها من الحياةِ ولم تفتقِر.
هل أُكلف الوجودَ شيئاً كثيراَ إذا كلفتُهُ رجُلاً واحداً أحبه!

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها.
الشمسُ والقمرُ والنجوم، كلُها أصغرُ في عينها من هذا البيضِ.
هي كأرق امرأة; عرفت الرقَّةَ مرتين: في الحب، والولادة.
هل أُكلف الوجود شيئاً كثيراً إذا أردتُ أن أكون كهذه اليمامة!

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها.
تقول اليمامة: إن الوجودَ يحب أن يُرى بلونين في عين الأنثى;
مرةً حبيباً كبيراً في رَجُلها، ومرة حبيباً صغيراَ في أولادها.
كلُّ شيء خاضع لقانونه; والأنثى لا تريد أن تخضع إلا لقانونها.

أيتُها اليمامة، لم تعرفي الأميرَ وتركَ لكِ فسطاطَه!
هكذا الحظ: عدل مضاعفٌ في ناحية، وظلم مضاعف في ناحية أخرى.
احمدي اللهَ أيتُها اليمامة، أنْ ليس عندكم لغات وأديان، عندكم فقط: الحب والطبيعةُ و الحياة

على فسطاط الأمير يمامةٌ جاثمة تحضن بيضَها
يمامةٌ سعيدة , ستكون في التاريخ كهدهد سليمان ,
نُسِبَ الهدهدُ إلى سليمان , وستُنسب اليمامةُ إلى عمرو
واهًا لك يا عمرو ! ما ضَر لو عرفْتَ (اليمامة الأخرى) ... !


لقراءة المقالة كاملة من هنا :
طابت أوقاتكم ~

الثلاثاء، 10 مارس 2009

سقى الله قلوبًا فسيحة ~

[ سقى الله قلوبًا فسيحة رافقناها أيامًا وشهورًا فاستمر دعاؤنا لها وصلاً بعد ابتعاد أشخاصها ؛ لأنها زرعتنا حبًا كما زرعناها وفاءً وصدقًا ]
.
.
أعلمت أشرف أو أجل من الذي ... يبني وينشأ أنفسًا وعقولاً ؟!
.
.
تعليم العلم على ما فيه من سمو وشرف , إلا أنه لا يعدُّ شيئًا أمام بناء الفكر ...
.
جلُّ المعلمين يعلّمون العلم , بل حتى صفحات الكتب الصماء قد تعلمه , ولكن من منهم يُسهم في بناء فكر واعٍ سليم !
.
معلمون كـ أولئك :
.
نشتاق بـ حق إلى الجلوس بين أيديهم والنهل من علمهم وأدبهم وحكمتهم

نسعد ونفخر أن تتلمذنا على يديهم يومًا

وتتورع أقلامنا عن الحديث عنهم إذ مهما تكتب لن ترفعهم المقام الذي يستحقون .
.
.
.
" كم من الوقت يحتاجه الطالب لكي ينسى أستاذه ؟ "
.
ها هنا توقفتُ طويلاً !

.
ربما لن يستطيع نسيانه .

.
.
.
مفكرة إسلامية *

الاثنين، 2 مارس 2009

فجائية الموت ~

أرى الموت يتخطف مَن حولنا بفجائية مريعة !

ولا أعلم ولا أحد - سوى الله - يعلم :

كم هي المسافة التي تفصلني عنه وتفصله عني ؟!



المهندس عبد العزيز -والد إحدى أعز صديقاتي- الذي وافته المنية غرة صفر 1430هـ

لقد كان خبر وفاته مفاجئًا ... ومفجعًا كذلك !

بعد ذلك بأيام وفي تاريخ 4/2 بالتحديد :

أصيبت معلمتي وبانيتي في المرحلة الثانوية وأسرتها في حادث سير مريع

تراوحت شدة الإصابة بينهم , بيد أن أشدها وقعًا عليهم وعلينا هو : وفاة " نورة " ذات السبع أعوام

الحبيبة " نورة " أو كما كنتُ أسميها عشيقتي الصغيرة , لازال طيفها يتراءى لي وما برحت ذكراها تطاردني

ضحكاتها

همساتها

أحاديثها

نظراتها

لئن كنت أعتقد أن البراءة جزء لا يتجزأ من روح الطفولة الغضة , فما كان يساورني أدنى شك أن تلكم الطفلة قطعة من براءة محضة

وبلا شك كان خبر حادثهم ووفاة " نورة " مفاجئًا ... ومفجعًا كذلك !

وبعد شهر :

في 4/3 توفي د. عبد الرحمن - ابن خال والدي -

لقد كان عمره في أواخر الأربعينيات أي لم يكن كبيرًا بالسن وكذلك لم يكن مريضًا

وبلا شك كان خبر وفاته مفاجئًا ... ومفجعًا كذلك !

كل شيء حدث في لحظة ...

سقط في الجامعة - مقر عمله - حيث كان يتجه إلى صلاة الظهر بعد أن تؤضأ

حُمل إلى المشفى ... فارق الحياة !

غُسّل وكفّن , وصُلي عليه بعد صلاة العصر ودُفن !

هكذا في سرعة عجيبة !

كيف يتحوّل الإنسان خلال ساعتين أو ثلاث من " فوق التراب" إلى " تحتها " ؟!

والسؤال الأهم :

ماذا أعددنا لـ هذا التحول المفاجئ ؟!

=(

لقد أصبحت أنتظر خبر موت مفاجئ لأي أحد في أي لحظة ...

ومع كل خبر موت مفاجئ يأخذني التفكير إلى أعماقٍ سحيقة :

ما هو الموت ؟!

وكيف يأتي بهذه الفجائية المريعة ؟!

وكيف تخرج الروح ؟!

وماذا يحسُّ الميّت في قبره ؟!

وكيف يقضي ليله ؟! ويومه ؟!

إن التفكير في هذه الغيبيّات قاسٍ جدًا , إذ لا علم يُحصد منه أبدًا

ويكفينا كـ مسلمين قوله جلّ وعلا :

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء:85].


مفكرة إسلامية *

الخميس، 12 فبراير 2009

مقام الأشواق ~

كتبتْ - ذاتَ إخاء - :

امممم...

يا رفيقــة لمَ نشتاقُ لمن لا يشتاق؟!

عديني بحديثٍ عن الشـوق...


لـ أجلها " رفيقة القلب "

ها هنا مقام الأشواق ~


لـ ينفض فيه أهلُ الأشواق شيئًا من عذابات المحبين وأمنيات المساء ~


قد لا نرى كثيرًا من حروف ...


لكن رائحة الأشواق في هذا المقام تكفينا .






طابت أوقاتكم *

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

عندما أتحدثُ هنا !

قالت مفكرة إسلامية -برد الله مضجعها- في كتابها "عبــ ق ــرة" :

وإن من أعجب العجب أن رأيتُ فتاة تقول عن حديثي مع نفسي ومع زنزانتي حالة نفسية "جنون" !

وما علمت تلك المتغطرسة أن ذلك [ قمة التعقل ] !

إذ لا أرى في هذا الكون أعقل من نفسي , ولا أعقل من زنزانتي فأحدّثها !

ولربما التبس على تلك المتغطرسة الأمر أن كانت ترى الزنزانة جمادًا لا حياة فيه , وهذا ليس عيبًا في الزنزانة بل فيها !

فكل ذرة في زنزانتي حياة متكاملة , قلب ينبض ومشاعر دفّاقة وعقلٌ واعٍ مفكر ...

وإني أجزم أن زنزانتي - وفيها مهجتي وسعادتي وأنسي وراحتي - أفضل من آلاف البشر حولي ...فهي تعقل حيث لا يعقلون , وتُريح حيث يزعجون , وتُحسن حيث يسيئون , وتتمثّل الحياة حيث يتمثّلون الموت !!!

فلا عجب أن كان حديثي إليها - وفي عروقها تدب الحياة هائنة - أحبّ إليّ من حديثي إلى غيرها من بشرٍ - أموات أو شبه أموات - !

وهل الحديث في الزنزانة إلا خلوة مع الروح وتأديب لها , ومحاسبة للنفس , وتخطيط للمستقبل , واسترجاع لأعذب الذكريات , ولملمة لأجمل الأمنيات , وابتهاج بأحلى الإنجازات , واستنهاض لأرقى الهمم , وتهدأة للقلب الشاكي الحزين , وتخفيف لوطأة الألم الدفين , والحياة بكل مرافئها هنا ... في الزانزنة !

ولو كان ذلك جنونًا حقًا , فوداعًا وداعًا أرض العاقلين وحيهلاً بالجنون كل حين =)

انتهى كلامها رحمها الله.

[ 2 ]

مُحَاوَلَةٌ لِلْبُكَاءْ ... كَالْعَادَةْ !



صباح الحياة , لكل الذاهبين إلى تعب الحياة , من أجل الحياة .






من ذا سـ يلعب مع ـي !

بعد أن رحلتَ يا أبي






لَكَ اللهُ يَا قَلْبًا يَجِدُ فِي الْبُكَاءِ مَلَاذًا ...




الاثنين، 2 فبراير 2009

لأهل جازان منّا الحب ... وسلام ~

[ هامات الثريا ]

صبية ليست ككل الصبايا , من هناك "أرض الجنوب" تشرقُ روحًا توّاقة للمعالي وللجنّة ...

هل اجتمعت البراءة , واللطافة , والهمّة الوقّادة , ومحاسن الصفات جميعها , لتكوني أنت , يا صويحبتي الصغيرة !

من جازان الخير أو جيزان ... ؟

-أيهما أصح ؟ سؤال عزمت طرحه عليها وفي كل محادثة أنساه-

من هناك كانت [ هامات ] , تعرّفت إليها في السنة الماضية , وكانت حينها في الصف الثالث الثانوي ...

تخرّجت وكعادتها ما شاء الله - من الأوائل على المنطقة , حدّثتني مرة أنها تريد أن تدخل كلية طب الأسنان , استنكرت ذلك , وسألتها لمّ لا تدخلين كلية الطب العام , ثم تتخصصين " نساء وولادة "

- فما أظنني لو كنتُ دخلتُ القسم العلمي أيام الثانوية سأتخصص غير ذلك –


أجابتْ أن الطب العام يحتاج 7 سنين دراسة , ناهيك عن سنوات دراسة التخصص الدقيق , وسيذهب جلُّ عمرها في الدراسة !

لا أذكر تفاصيل تلك المحادثة , ما أذكره أننا تناقشنا حول هذا الموضوع لبرهة , ثم أغلقنا الموضوع كأي موضوع قابل للنقاش , يُفتح ثم يغلق !

أتت أيام التسجيل في الجامعات كالسبع العجاف , اختبارات القدرات والتحصيل , وأزمة القبول , والقلق المتنامي , والمقبولات دفعة تلو دفعة ...

من منّا لم يعش تلك الأجواء ؟!

لنفسه أو لأخ أو لقريب أو لحبيب !

يومها سألتها على عجل : في أي الكلّيات دخلتِ ؟

أجابتْ : طب عام

تعجبتُ لمَ لم تدخل طب أسنان كما كانت تريد ؟! ولمَ غيّرت رأيها ؟!


وعزمت أن أسألها عن السبب لاحقًا ...


كثيرًا ما نؤثر فيمن حولنا دون أن ندرك !


أدركت ذلك مرارًا , آخر مرة كانت خلال هذه المحادثة مع الحبيبة [ هامات ] بعد أن سألتها عن سبب دخولها الطب العام بعد أن كانت تريد طب أسنان :


ضَاْهُمْ ج ـنَّه .. :غيرت رأيي ..
^^

رِضَاْهُمْ ج ـنَّه .. :
انا كنت حاطه هدف و سبب
لاختياري لطب الاسنان ، عشان مايصير فيه كشف للوجه وكدا .. لكن من بعد ما تكلمت
معاك ف هالموضوع وقلتي لي ان ليش ماتكوني نساء ولادة ، لانه فيه كشف عورات مغلظة
رِضَاْهُمْ ج ـنَّه .. :
فأنا فكرت عدل ف الموضوع
وشفت انه لو طلعت نساء ولادة فالداعي اقوى ،

رِضَاْهُمْ ج ـنَّه ..
:
وسبب اخر ، اني دايما احوس واتلخبط في امور الدورة الشهرية
وهالامور ، ودايما يحصل لبس هه فأنا بصراحة نفسي أتعلم كل شي عن جسمي كـ انثى ،
رِضَاْهُمْ ج ـنَّه .. :
+ سبب اخر اني هالداعي
خلاني افكر في هدف اسوي مستشفى خاص للنساء والولادة ومايكون فيه رجال .. يعني نسائي
100%
رِضَاْهُمْ ج ـنَّه .. :وبس.
◊۩¯−ـ‗لِكُلِّ قَاعِدَةٍ اِسْتِنْثَاءٌ‗ـ−¯۩◊ :
أهم شيء يكون
عند الإنسان هدف سامي ونية صادقة ينطلق منها ... وأحسب هالشيء فيك إن شاء الله ...
ربي يقويك ويوفقك ولا تنسين تجددي النية بين فترة وفترة فهي ترفع الهمة وتجلب
التوفيق بإذن الله :)
رِضَاْهُمْ ج ـنَّه .. :
دعواتك ..
:D




أيتها الفتاة الأمّة !

هل قلتِ مرة أنك تفخرين بوجود واحدة كـ [ مفكرة إسلامية ] في قائمة المرسال لديك ؟!

ما علمتِ أخيتي أن [ مفكرة ] أكثر فخرًا بك منكِ ...

لقد دعوتِني مرّة إلى جازان لآخذ " كورسًا " في اللهجة الجازانية , لقد كانت فكرة " خطنطرة " , ولازالت تراودني P:

كم مرة استوقفتُكِ خلال محادثاتنا لأسألكِ عن معنى كلماتك , ربما كنتِ تنزعجني من أسئلتي , وكنتُ أبتسم لعفويتك , ولمعرفتي كلمة جديدة من القاموس الجازاني ( بس لا تفوتكم ترجمتي ) :


سامجة = ماصخة

خبعة = خبلة أو ما يقوم مقامها

صكعة = قيلولة = نوم خفيف = غفوة

حالي = ظريف = cute

بحرة = وصف يراد به أن الشخص الموصوف به مالح كالبحر , وقد يراد به العكس أي أنه حلو

>> مدري الجملة الأخيرة صدق ولا قالتها لي تهربًا يوم وصفتني بالبحرة وسألتها عن معناها خخخخ



تجاذب أطراف الحديث معك ممتع للغاية =)


أيتها الحبيبة :


لقد إنني أتأمل فيك خيرًا كثيرًا ...


أسأل الله أن يحفظك بالإسلام قائمة , وأن يحفظك بالإسلام قاعدة , وأن يحفظك بالإسلام راقدة , وأن يجعلك ذخرًا لهذه الأمة ... اللهم آمين


لا حرمتُ ودّكِ (F) (L)

الجمعة، 30 يناير 2009

نعمة البكاء ~

يومًا بعد يوم أدرك أن البكاء نعمةٌ قد حُرمتُها
.
فهل البكاء سوى تصفية لبقايا الحزن العالقة في نفوسنا ؟!
.
وهل كتمه سوى قطعة من العذاب تتقلب في دواخلنا ؟!
.
ومزيد من ألم !
.
.
.
مفكرة إسلامية *

الاثنين، 19 يناير 2009

ما عدت أشعر بالهواء !!!

و أظل أبكي في المساء

...


لا شيء يمسح دمعتي

لا شيء يُبعد هـ العناء

...


ما عدت أشعر بالهواء

ما عدت أشتاق المطر

ما عاد فيَّ خليّة تهوى الحياة

...


الروح رثةْ

قد عُلّقت بـ

شبه جثة ْ

...


أنا بضع إنسان

و بضع أمل

و شيء من حُزن



...


ما عدت أشعر بالهواء !!!





ربي فرّج ما أهمني ... يا رب

زوّار زنزانتي الكرام لا تحرموني دعاءكم ؛(

الجمعة، 16 يناير 2009

ممو زين ~


قِصَةُ حُبٍّ .. نَبَتَ فِي الأَرض .. وَ أيْنَعَ فِي السَّمَاء “



منذ زمن حمّلت نسخة الكترونية من هذه الرواية عاقدة العزم على قراءتها
فألتهني المشاغل زمنًا متطاولاً
وها أنا اليوم أعود إلى تلك صفحات المخملية

وقد مس عقلي من براعة الأسلوب والوصف ما أذهلني

ومس روحي ما يمسُّ الأرواح حين تتذوق طعم الحب حقًّا
الاهداء :
إلى كل قلب كتب عليه أن يتجرع الحب علقما ولا يذوقه رحيقا
وأن يحترق في ناره ولا يقطف مرة من ثماره
أقدم هذه القصة
عسى أن يجد فيها بردا من العزاء والسلوى
محمد سعيد رمضان البوطي
لتحميل الرواية :