الاثنين، 2 مارس 2009

فجائية الموت ~

أرى الموت يتخطف مَن حولنا بفجائية مريعة !

ولا أعلم ولا أحد - سوى الله - يعلم :

كم هي المسافة التي تفصلني عنه وتفصله عني ؟!



المهندس عبد العزيز -والد إحدى أعز صديقاتي- الذي وافته المنية غرة صفر 1430هـ

لقد كان خبر وفاته مفاجئًا ... ومفجعًا كذلك !

بعد ذلك بأيام وفي تاريخ 4/2 بالتحديد :

أصيبت معلمتي وبانيتي في المرحلة الثانوية وأسرتها في حادث سير مريع

تراوحت شدة الإصابة بينهم , بيد أن أشدها وقعًا عليهم وعلينا هو : وفاة " نورة " ذات السبع أعوام

الحبيبة " نورة " أو كما كنتُ أسميها عشيقتي الصغيرة , لازال طيفها يتراءى لي وما برحت ذكراها تطاردني

ضحكاتها

همساتها

أحاديثها

نظراتها

لئن كنت أعتقد أن البراءة جزء لا يتجزأ من روح الطفولة الغضة , فما كان يساورني أدنى شك أن تلكم الطفلة قطعة من براءة محضة

وبلا شك كان خبر حادثهم ووفاة " نورة " مفاجئًا ... ومفجعًا كذلك !

وبعد شهر :

في 4/3 توفي د. عبد الرحمن - ابن خال والدي -

لقد كان عمره في أواخر الأربعينيات أي لم يكن كبيرًا بالسن وكذلك لم يكن مريضًا

وبلا شك كان خبر وفاته مفاجئًا ... ومفجعًا كذلك !

كل شيء حدث في لحظة ...

سقط في الجامعة - مقر عمله - حيث كان يتجه إلى صلاة الظهر بعد أن تؤضأ

حُمل إلى المشفى ... فارق الحياة !

غُسّل وكفّن , وصُلي عليه بعد صلاة العصر ودُفن !

هكذا في سرعة عجيبة !

كيف يتحوّل الإنسان خلال ساعتين أو ثلاث من " فوق التراب" إلى " تحتها " ؟!

والسؤال الأهم :

ماذا أعددنا لـ هذا التحول المفاجئ ؟!

=(

لقد أصبحت أنتظر خبر موت مفاجئ لأي أحد في أي لحظة ...

ومع كل خبر موت مفاجئ يأخذني التفكير إلى أعماقٍ سحيقة :

ما هو الموت ؟!

وكيف يأتي بهذه الفجائية المريعة ؟!

وكيف تخرج الروح ؟!

وماذا يحسُّ الميّت في قبره ؟!

وكيف يقضي ليله ؟! ويومه ؟!

إن التفكير في هذه الغيبيّات قاسٍ جدًا , إذ لا علم يُحصد منه أبدًا

ويكفينا كـ مسلمين قوله جلّ وعلا :

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء:85].


مفكرة إسلامية *

هناك تعليقان (2):

  1. آآآآه من هذه الكلمات التي سطرتِ..

    هذا هو حالنا المرير في هذه الدنيا الزائلة..

    فكل ما فيها متقلب!

    بارك الله فيك و في أناملك التي دونت ما دونت..

    بانتظار القادم.

    ردحذف
  2. الحبيبة [ دودي ]

    بالفعل هذا هو مصير الدنيا إلى زوال ...
    ونحن مصيرناالموت , وإن تناسياه لكنه قريب منا وقريب جدًا ...

    كان أبو بكر رضي الله عنه إذا أخذته الحمى يقول :
    كل امرئ مصبح في أهله
    والموت أدنى من شراك نعله .

    نسأل الله حسن الخاتممة .


    أيا رفيقتي ... شكرًا لأنك هنا (F)

    ردحذف