السبت، 6 يونيو 2009

أخي الصغير ... لا تنساني ~

إلى متى نتنكر لـ مشاعرنا ؟!
وإلى متى تعركنا الحياة ونعركها !
وننسى في خضم المعركة أرواحنا الغضة تنضب بين جنباتنا !

أيها الألم ...
كم مرةً ذكروا الحنين والحب والفراق في قواميس أسفارك !

موقف أدمع مقلتيّ , وأحالني إلى روحٍ منفية بين دفتيّ ...
فاحتضنتها بوفاء وتنفسنا معًا الذكريات ...

أخي ذو الخمس سنوات وبضعة أشهر عاد من حفل التخرج الذي أقامته لهم الروضة سعيدًا مبتهجًا ...
سعيدًا أكثر من كل مرة سَعِد فيها قلبه الصغير !
يسألني بلكنته وملامحه المعهدوتان "عامية متفصحة" و"طفولية مرحة" :
تعرفين ليه أنا سعيد ! لأني بروح أولى !
ويبتسم ليشرق في وجهه ضوء مستقبلٍ ...
كـ المطر جمالاً
وكـ السحاب نقاءً
وكـ أخي الصغير براءة وإشراقًا

عاد من حفلهم البهي ...
واستلقى على السرير في هدوء وسكينة محاولاً إخفاء دموعه !
تلحظه أختي , فتسأله عن سبب هذه الدموع ...
ما آخر شيء نتصوّر أن نرى طفل الخامسة يبكي عليه ؟!
لا أخفيكم أنني أقفلت باب غرفتي واستلقيت على سريري وبكيت كما بكى أخي الصغير عندما علمت أن سبب بكاءه هو معلمته التي استوقفته بعيد انتهاء الحفل وقبل أن يخرج سلّمت عليه وودعته

وقالت له : " لا تنسااااااني"

يا إلهي !!!
لمَ ينسَ الكبار تعاويذ الحب والطهر التي يحفظها الصغار عن ظهر قلب؟!

إلى معلماتي في الروضة و الابتدائية و المتوسطة و الثانوية
إلى معلماتي في مراكز التحفيظ والدروس الأسبوعية والدورات
إلى أساتذتي في الكلية وفي الجامعة
إلى مشايخي في الدين
إلى صويحباتي في جميع مراحل عمري
إلى الرفيقة المغتربة في الرياض لطلب العلم الشرعي في جامعة الإمام
إلى الرفيقة المغتربة في ألمانيا مرافقةً لزوجها الذي يكمل دراسته هناك
إلى روح عشيقتي الصغيرة نورة التي غادرتنا إثر حادث أليم

إليكم جميعًا :
لن أنساكم أبدًا ... أنا ما زلت أذكركم وما زلت أحبكم كذلك


أخي الحبيب :
احفظ وصية معلمتك , لا تنسَها يا صغيري .




طابت أوقاتكم ~
مفكرة إسلامية *
9:30 ص
26/6/1430هـ