الأحد، 8 أغسطس 2010

الإسلام ومشكلات الحضارة


الإسلام ومشكلات الحضارة

لـ سيد قطب ، عدد صفحات النسخة الالكترونية 105 صفحة



وهو كتاب في غاية الأهمية من مكتبة المفكر الإسلامي سيد قطب
مختصر فكرة الكتاب أن هذه الحضارة المادية التي نعيشها تضخّم الخصائص الآلية والحيوانية في الوقت الذي تدمر فيه الخصائص الإنسانية وبالتالي تدمير الإنسان ذاته!
 لقد اقتبس المؤلف في كتابه هذا الكثير والكثير من كتاب " الإنسان ذلك المجهول" للعالم الفرنسي ألكسيس كاريل وقد كان يوافقه في أن سبب المشكلة في حضارتنا هو تخلف علوم الإنسان في مقابل التطور المذهل في علوم المادة، ولكنه وإن اتفق مع هذا العالم في جل أفكاره إلا أنه في الختام عارضه في طريقة العلاج ..
العالم ألكسيس يرى أن علاج هذه المشكلة هو المزيد من علوم الإنسان إذ إننا لا نعرف أن نميز بين ما هو محرم وما هو مشروع كما أننا لسنا أحرارًا لنعدل في أنفسنا وفي بيئتنا تبعًا لأهوائنا وهو في قوله هذا يناقض نفسه حين صرّح بأن علوم الإنسان لن تصل في يوم من الأيام إلى ما وصلت إليه علوم المادة!
 أما سيد قطب فقد أيده في أننا لا نميز المحرم من المشروع ولا نملك حرية التغيير ولكنه خالفه في أن العلاج هو المزيد من علوم الإنسان إذ إننا نملك من يدلنا على ذلك وهو منهجنا الإسلامي الذي شرعه لنا خالقنا الخبير بنا وهذا هو علاج المشكلة وهو الأساس وإنما التزود من علوم الإنسان يأتي بعد ذلك كأمر ثانوي ...
كما عارض سيد ذلك العالم النصراني الذي يرى النشاط الديني ينحصر في التأملات والتصوف والسمو الروحي قائلاً بأن النشاط الديني عند المسلمين يجب أن يكون منهج كامل متكامل لكل مظاهر الحياة..
حقيقةً لقد شدني كثرة إقتباسات المؤلف من كتاب "الإنسان ذلك المجهول" مما دفعني إلى البحث عنه لقراءته.

شيء واحد قد لم يرُق لي تمامًا في الكتاب وهو فكرة المؤلف بأن لا يوجد مجتمع إسلامي في الوقت الحالي!
لقد عاش سيد قبل نصف قرن من الآن ولا أعلم إن عاش في زماننا هذا هل سيقول نفس الشيء أم لا؟ لكنني أشعر أن من القسوة قول ذلك وأرجو أن لا أكون مخطئة في شعوري هذا.

رغم أن سيد قطب شرح وجهة نظره في هذا الأمر في قوله :

ومن أجل ذلك نكرر ونعيد ونزيد فى الإيضاح..
إن كل ما يمكن قوله إجمالاً عن المجتمع الإسلامي.. أنه ليس صورة تاريخية محددة الحجم والشكل والوضع.. إننا فى العصر الحديث لا نستهدف إقامة مجتمع من هذا الطراز، من حيث الحجم والشكل والوضع، إنما نستهدف إقامة مجتمع مكافئ من النواحي الحضارة المادية- على الأقل- للمجتمع الحاضر. وفى الوقت ذاته له روح ووجهة وحقيقة المجتمع الإسلامي الأول، الذى أنشأ المنهج الرباني. باعتباره قمة سامقة فى روحه ووجهته وحقيقته الإيمانية وتصوره للحياة، ولغاية الوجود الإنساني، ولمركز الإنسان فى هذا الكون، ولخصائصه وحقوقه وواجباته. وقمة سامقة فى تناسقه وتماسكه.. أما الشكل والصورة والأوضاع فتتحد و تتجدد بتطور الزمن، وبروز الحاجات، واختلاف أوجه النشاط الواقعى... إلى آخر الملابسات.. الملابسات المتغيرة المتحركة.. ولكن التى ينبغي أن يكون تحركها- فى المجتمع الإسلامى- داخل إطار المنهج الإسلامى، وحول محوره الثابت، وعلى أساس الإقرار بألوهية الله وحده، وإفراد الله سبحانه بخصائص الألوهية دون شريك وأولى هذه الخصائص هى حق الحاكمية والتشريع للعباد، وتطويعهم لهذا التشريع.
أختم بهذا الاقتباس من الفصل الأخير وهو بعنوان "طريق الخلاص" يقول فيه:

والطريق إلى المجتمع الإسلامي طويل وشاق.. ومليء بالأشواك. وأعسر ما في هذا الطريق هو أن نرتفع نحن بتصوراتنا، وبأفكارنا، وبأخلاقنا، وبسلوكنا ثم بواقعنا الحضاري المادي إلى مستوى الإسلام. ولكنه بعد هذا كله ضرورة إنسانية. وحتمية فطرية. ولابد له من ميلاد. ولابد للميلاد من مخاض. ولابد للمخاض من آلام!

 


لتحميل النسخة الالكترونية
 ( تحوي الكثير من الأخطاء الكتابية لكنها بصيغة نسخة doc أي قابلة للتعديل)
http://www.rofof.com/8ympgl8/Dow.html





مفكرة إسلامية
27/8/1431هـ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق