السبت، 24 يوليو 2010

طوق الحمامة

طوق الحمامة لـ ابن حزم الأندلسي
عدد الصفحات 88 صفحة







جلنا سمع بالرسالة المشهورة "طوق الحمامة"..
ولكن القليل منا قرأها أو على الأقل يعلم عما تتحدث!



لقد كتب ابن حزم رسالته هذه لصديق له بناءً على طلبه وهي تتحدث عن الحب "الألفة والألّاف" وقد قسمها على ثلاثين باباً تتفرع من عناوين عدة كـ أصول الحب، أعراضه وصفاته المحمودة والمذمومة، الآفات الداخلة عليه .. إلخ .



شخصيًا قد أجد باب ماهية الحب من أجمل الأبواب في الرسالة وفيه يقول الكاتب:



وقد اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع، لا على ما حكاه محمد بن داود رحمه الله عن بعض أهل الفلسفة.
الأرواح أكر مقسومة لكن على سبيل مناسبة قواها في مقر عالمها العلوي، ومجاوراتها في هيئة تركيبها، وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال والشكل دأبًا يستدعى شكله، والمثل إلى مثله ساكن، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد، والتنافر في الأضداد والموافقة في الأنداد، والتراع فيما تشابه موجود فيما بيننا، فكيف بالنفس وعالمها العالم الصافي الخفيف وجوهرها الجوهر الصعاد المعتدل، وسنخها المهيأ لقبول الاتفاق والميل والتوق والانحراف والشهوة النفار.
كل ذلك معلوم بالفطرة في أحوال تصرف الإنسان فيسكن إليها والله عز وجل يقول: " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها"، فجعل علة السكن أنها منه. ولو كان علة الحب حسن الصورة الجسدية لوجب ألا يستحسن الأنقص من الصورة.
ونحن نجد كثيرًا ممن يؤثر الأدنى ويعلم فضل غيره ولا يجد محيدًا لقلبه عنه. ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده ولا يوافقه.
فعلمنا أنه شيء في ذات النفس وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب، وتلك تنفى بفناء سببها. فمن ودك لأمر ولّى مع انقضائه.



كذلك أجد الكاتب قد وفق كثيرًا في وصفه أعراض الحب وإشارات العين ومعانيها ..



ولقد حاول ابن حزم أن يدعّم كل جزئية من كلامه بقصة أو حادثة حدثت له شخصيّا أو شهدها عيانًا أو سمع بها وفي كل الأحوال كان يعلّق عليها بأبيات شعرية من نظمه ولكنها على لسان أصحاب هذه الحوادث.



رغم أن هذه الرسالة حظيت بأكثر من تحقيق إلا أن النسخة التي كنتُ أقرأ منها لم تكن محققة وللأسف وهذا الأمر سيء جدًا إذ كنت أجد صعوبة في فهم بعض مفردات الكاتب و لربما قرأت السطر مرة ومرتين وثلاث علي أتوصل إلى ما يقصد وقد لا أتوصل إليه!



بالإضافة إلى الصعوبة المفردات كانت الطبعة مليئة بالأخطاء الإملائية،
وكذلك سيئة من ناحية حجم الخط.



الكتاب في عمومه جميل ..
بل يُقال أنه أجمل الكتب العربية التي تناولت هذا الموضوع "الحب".







لتحميل نسخة الكترونية








مفكرة إسلامية

12/8/1431هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق